السبت، 15 يونيو 2013

المنتقى من كلام الشيخ بن اباز في الجهاد


المنتقى من كلام الشيخ ابن باز في الجهاد


·       ثمرات الجهاد في سبيل الله :
1-    الجهاد الصادق في سبيل الله من أسباب عز الأمة :
قال رحمه الله [مجموع الفتاوى (2/167) : " الجهاد الصادق فهو أيضا من موجبات الإيمان ولكن الله سبحانه نبه عليه وخصه بالذكر في مواضع كثيرة من كتابه , وهكذا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر به الأمة ورغبها فيه لعظم شأنه ومسيس الحاجة إليه; لأن أكثر الخلق لا يردعه عن باطله مجرد الوعد والوعيد , بل لابد في حقه من وازع سلطاني يلزمه بالحق ويردعه عن الباطل , ومتى توفر هذان العاملان الأساسيان وهما : الإيمان بالله ورسوله , والجهاد في سبيله , لأي أمة أو دولة , كان النصر حليفها , وكتب الله لها التمكين في الأرض والاستخلاف فيها : وعد الله الذي لا يخلف , وسنته التي لا تبدل , وقد وقع لصدر هذه الأمة من العز والتمكين والنصر على الأعداء ما يدل على صحة ما دل عليه القرآن الكريم , وجاءت به سنة الرسول الأمين عليه الصلاة والسلام , وكل من له أدنى إلمام بالتاريخ الإسلامي يعرف صحة ما ذكرناه , وأنه أمر واقع لا يمكن تجاهله , وليس له سبب سوى ما ذكرنا آنفا من صدق ذلك الرعيل الأول في إيمانهم بالله ورسوله , والجهاد في سبيله قولا وعملا وعقيدة"ا.هـ
2-    الجهاد في سبيل الله سبب لعز المسلمين وظهور دينهم :
قال رحمه الله (2/212) : " جانب آخر مهم في الإسلام يجب أن يهتم به المسلمون وهو : الجهاد في سبيل الله لما يترتب عليه من عز المسلمين وإعلاء كلمة الله وحماية أوطان المسلمين من عدوان الكافرين , ولهذا ثبت في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلاالله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله» وفي المسند وجامع الترمذي بإسناد صحيح عن معاذ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله » وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه في خطبة خطبها بعدما بايعه المسلمون لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل
ففي الجهاد إحقاق للحق وإزهاق للباطل وإقامة لشرع الله وحماية للمسلمين وأوطانهم من مكائد أعدائهم"ا.هـ
3-    الجهاد من تحقيق التقوى لأنه لا يقوم إلا على الصبر:
قال رحمه الله (2/287) : "المسلمون إذا صبروا في طاعة الله وفي جهاد أعدائه واتقوا ربهم في ذلك بإعداد العدة المستطاعة : البدنية والمالية والزراعية والسلاحية وغير ذلك , نصروا على عدوهم ؛ لأن هذا كله من تقوى الله , ومن أهم ذلك إعداد العدة المستطاعة من جميع الوجوه , كالتدريب البدني والمهني، والتدريب على أنواع الأسلحة , ومن ذلك إعداد المال، وتشجيع الزراعة والصناعة، وغير ذلك مما يستعان به على الجهاد , والاستغناء عما لدى الأعداء , وكل ذلك داخل في قوله سبحانه : { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة } ولا يتم ذلك إلا بالصبر . و الصبر من أعظم شعب التقوى وعطفها عليه في قوله سبحانه : { وإن تصبروا وتتقوا } من عطف العام على الخاص , فلابد من صبر في جهاد الأعداء , ولابد من صبر في الرباط في الثغور , ولابد من صبر في إعداد المستطاع من الزاد والبدن القوي المدرب , كما أنه لابد من الصبر في إعداد الأسلحة المستطاعة التي تماثل سلاح العدو أو تفوقه حسب الإمكان , ومع هذا الصبر لابد من تقوى الله في أداء فرائضه وترك محارمه والوقوف عند حدوده، والانكسار بين يديه والإيمان بأنه الناصر "ا.هـ

·  الحكمة من مشروعية الجهاد في سبيل الله وتصحيح بعض المفاهيم المغلوطة في غاية الجهاد :
قال رحمه الله (2/345) : "المقصود من الجهاد والدعوة إلى الله سبحانه هو هداية البشر وإخراجهم من الظلمات إلى النور وانتشالهم من  الشرك وعبادة الخلق إلى عز الإيمان ورفعة الإسلام وعبادة الإله الحق الواحد الأحد الذي لا تصلح العبادة لغيره ولا يستحقها سواه سبحانه وتعالى , وليس المقصود من الدعوة والجهاد هو سفك الدماء وأخذ المال واسترقاق النساء والذرية وإنما يجيء ذلك بالعرض لا بالقصد الأول , وذلك عند امتناع الكفار من قبول الحق وإصرارهم على الكفر وعدم إذعانهم للصغار وبذل الجزية حيث قبلت منهم فعند ذلك شرع الله للمسلمين قتالهم واغتنام أموالهم واسترقاق نسائهم وذرياتهم , ليستعينوا بهم على طاعة الله ويعلموهم شرع الله , وينقذوهم من موجبات العذاب والشقاء ويريحوا أهل الإسلام من كيد المقاتلة وعدوانهم ووقوفهم حجر عثرة في طريق انتشار الإسلام ووصوله إلى القلوب والشعوب , ولا ريب أن هذا من أعظم محاسن الإسلام التي يشهد له بها أهل الإنصاف والبصيرة من أبنائه وأعدائه , وذلك من رحمة الله الحكيم العليم الذي جعل هذا الدين الإسلامي دين رحمة وإحسان وعدل ومساواة يصلح لكل زمان ومكان ويفوق كل قانون ونظام .
ولو جمعت عقول البشر كلهم وتعاضدوا على أن يأتوا بمثله أو أحسن منه لم يستطيعوا إلى ذلك من سبيل , فسبحان الذي شرعه ما أحكمه وأعدله , وما أعلمه بمصالح عباده , وما أبعد تعاليمه من السفه والعبث وما أقربها من العقول الصحيحة والفطر السليمة"ا.هـ

·       الجهاد في سبيل الله من أفضل القربات :
قال رحمه الله (2/430) : "الجهاد في سبيل الله من أفضل القربات , ومن أعظم الطاعات , بل هو أفضل ما تقرب به المتقربون وتنافس فيه المتنافسون بعد الفرائض , وما ذاك إلا لما يترتب عليه من نصر المؤمنين وإعلاء كلمة الدين , وقمع الكافرين والمنافقين وتسهيل انتشار الدعوة الإسلامية بين العالمين , وإخراج العباد من الظلمات إلى النور , ونشر محاسن الإسلام وأحكامه العادلة بين الخلق أجمعين , وغير ذلك من المصالح الكثيرة والعواقب الحميدة للمسلمين "ا.هـ

·       حكم الجهاد في سبيل الله :
قال رحمه الله (2/431) : " هو- أي الجهاد- فرض كفاية على المسلمين إذا قام به من يكفي سقط عن الباقين , وقد يكون في بعض الأحيان من الفرائض العينية التي لا يجوز للمسلم التخلف عنها إلا بعذر شرعي , كما لو :
1-           استنفره الإمام.
2-            أو حصر بلده العدو.
3-            أو كان حاضرا بين الصفين"ا.هـ
·       أنواع الجهاد في سبيل الله وأقسامه :
قال رحمه الله (2/436) : "الجهاد : جهادان : جهاد طلب , وجهاد دفاع"ا.هـ
وقال رحمه الله (7/334) : " الجهاد أقسام , بالنفس , والمال , والدعاء , والتوجيه , والإرشاد , والإعانة على الخير من أي طريق , وأعظم الجهاد: الجهاد بالنفس , ثم الجهاد بالمال والجهاد بالرأي والتوجيه . والدعوة كذلك من الجهاد , فالجهاد بالنفس أعلاها"ا.هـ

·       أطوار الجهاد في سبيل الله :
قال رحمه الله (2/438) : "كان الجهاد في الإسلام على أطوار ثلاثة :
الطور الأول : الإذن للمسلمين في ذلك من غير إلزام لهم , كما في قوله سبحانه : { أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير }.
الطور الثاني : الأمر بقتال من قاتل المسلمين والكف عمن كف عنهم , وفي هذا النوع نزل قوله تعالى : { لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي... }الآيات. وقوله تعالى : { وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر } وقوله تعالى : { وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين } في قول جماعة من أهل العلم , وقوله تعالى في سورة النساء : { ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا * إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق أو جاءوكم حصرت صدورهم أن يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا } والآية بعدها .
الطور الثالث : جهاد المشركين مطلقا وغزوهم في بلادهم حتى لا يكون فتنة ويكون الدين كله لله ليعم الخير أهل الأرض وتتسع رقعة الإسلام ويزول من طريق الدعوة دعاة الكفر والإلحاد , وينعم العباد بحكم الشريعة العادل , وتعاليمها السمحة , وليخرجوا بهذا الدين القويم من ضيق الدنيا إلى سعة الإسلام , ومن عبادة الخلق إلى عبادة الخالق سبحانه , ومن ظلم الجبابرة إلى عدل الشريعة وأحكامها الرشيدة , وهذا هو الذي استقر عليه أمر الإسلام وتوفي عليه نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وأنزل الله فيه قوله عز وجل في سورة براءة وهي من آخر ما نزل: { فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم } الآية , وقوله سبحانه في سورة الأنفال : { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله }والأحاديث السابقة كلها تدل على هذا القول وتشهد له بالصحة.
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن الطور الثاني وهو القتال لمن قاتل المسلمين والكف عمن كف عنهم قد نسخ; لأنه كان في حال ضعف المسلمين فلما قواهم الله وكثر عددهم وعدتهم أمروا بقتال من قاتلهم ومن لم يقاتلهم , حتى يكون الدين كله لله وحده أو يؤدوا الجزية إن كانوا من أهلها , وذهب آخرون من أهل العلم إلى أن الطور الثاني لم ينسخ بل هو باق يعمل به عند الحاجة إليه , فإذا قوي المسلمون واستطاعوا بدء عدوهم بالقتال وجهاده في سبيل الله فعلوا ذلك عملا بآية التوبة وما جاء في معناها , أما إذا لم يستطيعوا ذلك فإنهم يقاتلون من قاتلهم واعتدى عليهم , ويكفون عمن كف عنهم عملا بآية النساء وما ورد في معناها , وهذا القول أصح وأولى من القول بالنسخ وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - وبهذا يعلم كل من له أدنى بصيرة أن قول من قال من كتاب العصر وغيرهم : أن الجهاد شرع للدفاع فقط قول غير صحيح والأدلة التي ذكرنا وغيرها تخالفه , وإنما الصواب هو ما ذكرنا من التفصيل كما قرر ذلك أهل العلم والتحقيق , ومن تأمل سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وسيرة أصحابه - رضي الله عنهم - في جهاد المشركين اتضح له ما ذكرنا"ا.هـ
وقال رحمه الله (3/120) "  شرع الله الجهاد على أطوار ثلاثة : أولا أذن فيه ، ثم أمروا أن يقاتلوا من قاتلهم ويكفوا عمن كف عنهم ، ثم شرع الله الجهاد العام طلبا ودفاعا , وهذه الأطوار باقية على حسب ضعف المسلمين وقوتهم فإذا قوي المسلمون وجب عليهم الجهاد طلبا ودفاعا وإذا ضعفوا عن ذلك وجب عليهم الدفاع وسقط عنهم الطلب حتى يقدروا ويستطيعوا"ا.هـ

·       المفاضلة بين طلب العلم والجهاد في سبيل الله :
سئل رحمه الله [مجموع الفتاوى (24/74)]، السؤال  : ما الأفضل في هذا الوقت الجهاد في سبيل الله أم طلب العلم ونفع الناس وإزالة الجهل، وما حكم الجهاد لمن لم يستأذن والديه في الجهاد وخرج للجهاد؟
فأجاب رحمه الله : "طلب العلم من الجهاد وهو واجب للتفقه في الدين وطلب العلم، وإذا وجد جهادا في سبيل الله، الجهاد الشرعي شارك فيه إذا وجد ذلك وهو من أفضل الأعمال، ولكن عليه أن يتعلم ويتفقه في الدين وهو أفضل ومقدم على الجهاد؛ لأنه واجب عليه أن يتفقه في دينه، والجهاد مستحب فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين، لكن تعلم الإنسان العلم أمر مفروض عليه ليتفقه في دينه، وإذا يسر الله له جهادا إسلاميا فلا بأس يشرع له المشاركة إذا قدر ولكن بإذن والديه.
أما الجهاد الواجب الذي يهجم العدو على البلد، فيجب على الجميع الجهاد إذا هجم العدو على بلاد المسلمين وجب عليهم كلهم أن يجاهدوا، وأن يدفعوا شر العدو كلهم، حتى النساء يجب عليهن أن يدفعن شر العدو بما استطاعوا، أما جهاد الطلب فكونه يذهب إلى العدو في بلاده ويجاهد في بلاده فهذا فرض كفاية على الرجال"ا.هـ

·       وجوب الإعداد للجهاد في سبيل الله :
قال رحمه الله (2/441) : "أمر الله سبحانه عباده المؤمنين أن يعدوا للكفار ما استطاعوا من القوة , وأن يأخذوا حذرهم , كما في قوله عز وجل : { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة } وقوله سبحانه : { يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم } وذلك يدل على وجوب العناية بالأسباب والحذر من مكائد الأعداء , ويدخل في ذلك جميع أنواع الإعداد المتعلقة بالأسلحة والأبدان , كما يدخل في ذلك إعداد جميع الوسائل المعنوية والحسية وتدريب المجاهدين على أنواع الأسلحة وكيفية استعمالها , وتوجيههم إلى كل ما يعينهم على جهاد عدوهم والسلامة من مكائده في الكر والفر والأرض والجو والبحر وفي سائر الأحوال ؛ لأن الله سبحانه أطلق الأمر بالإعداد وأخذ الحذر ولم يذكر نوعا دون نوع ولا حالا دون حال , وما ذلك إلا لأن الأوقات تختلف والأسلحة تتنوع , والعدو يقل ويكثر ويضعف ويقوى , والجهاد قد يكون ابتداء وقد يكون دفاعا , فلهذه الأمور وغيرها أطلق الله سبحانه الأمر بالإعداد وأخذ الحذر ليجتهد قادة المسلمين وأعيانهم ومفكروهم في إعداد ما يستطيعون من القوة لقتال أعدائهم وما يرونه من المكيدة في ذلك"ا.هـ

·       وجوب أخذ الإذن من الوالدين وولي الأمر للجهاد :
سئل رحمه الله [مجموع الفتاوى (6/129)]،  السؤال : إنني أحب الجهاد وقد امتزج حبه في قلبي . ولا أستطيع أن أصبر عنه , وقد استأذنت والدتي فلم توافق , ولذا تأثرت كثيرا ولا أستطيع أن أبتعد عن الجهاد .
سماحة الشيخ : إن أمنيتي في الحياة هي الجهاد في سبيل الله وأن أقتل في سبيله وأمي لا توافق . دلني جزاك الله خيرا على الطريق المناسب .
فأجاب : " جهادك في أمك جهاد عظيم , الزم أمك وأحسن إليها , إلا إذا أمرك ولي الأمر بالجهاد فبادر ؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : « وإذا استنفرتم فانفروا » . وما دام ولي الأمر لم يأمرك فأحسن إلى أمك , وارحمها , واعلم أن برها من الجهاد العظيم , قدمه النبي - صلى الله عليه وسلم - على الجهاد في سبيل الله , كما جاء بذلك الحديث الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنه قيل له : « يا رسول الله أي العمل أفضل؟ قال إيمان بالله ورسوله قيل ثم أي ؟ قال بر الوالدين قيل ثم أي ؟ قال الجهاد في سبيل الله » متفق على صحته فقدم برهما على الجهاد , وجاء رجل يستأذنه قال : « يا رسول الله أحب أن أجاهد معك فقال له - صلى الله عليه وسلم - أحي والداك ؟ قال : نعم ، قال ففيهما فجاهد » . متفق على صحته .
وفي رواية أخرى قال - صلى الله عليه وسلم - . « ارجع فاستأذنهما فإن أذنا لك وإلا فبرهما » فهذه الوالدة ارحمها وأحسن إليها حتى تسمح لك , وهذا كله في جهاد الطلب , وفيم إذا لم يأمرك ولي الأمر بالنفير , وأما إذا نزل البلاء بك فدافع عن نفسك وعن إخوانك في الله , ولا حول ولا قوة إلا بالله , وهكذا إذا أمرك ولي الأمر بالنفير فانفر ولو بغير رضاها ؛ لقول الله تعالى { يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل * إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير} وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : « وإذا استنفرتم فانفروا»  متفق على صحته"ا.هـ

·       الجهاد اليوم مفقود في غالب المعمورة والناس بحاجة للدعاة إلى الله :
قال رحمه الله [مجموع الفتاوى (27/55)] : "في وقتنا هذا ضعف أمر الجهاد لما تغير المسلمون وتفرقوا وصارت القوة والسلاح بيد عدونا وصار المسلمون الآن إلا من شاء الله لا يهتمون إلا بمناصبهم وشهواتهم العاجلة وحظهم العاجل ولا حول ولا قوة إلا بالله .

فلم يبق في هذه العصور إلا الدعوة إلى الله عز وجل والتوجيه إليه ، وقد انتشر الإسلام بالدعوة في هذه العصور في أماكن كثيرة في أفريقيا شرقها وغربها ووسطها وفي أوروبا وفي أمريكا وفي اليابان وفي كوريا وفي غير ذلك من أنحاء آسيا , وكل هذا بسبب الدعوة إلى الله بعضها على أيدي التجار وبعضها على أيدي من قام بالدعوة وسافر لأجلها وتخصص لها . وبهذا يعلم طالب العلم ومن آتاه الله بصيرة أن الدعوة إلى الله عز وجل من أهم المهمات وأن واجبها اليوم عظيم لأن الجهاد اليوم مفقود في غالب المعمورة والناس في أشد الحاجة إلى الدعاة والمرشدين على ضوء الكتاب والسنة ، فالواجب على أهل العلم أينما كانوا أن يبلغوا دعوة الله وأن يصبروا على ذلك وأن تكون دعوتهم نابعة من كتاب الله وسنة رسوله الصحيحة عليه الصلاة والسلام وعلى طريق الرسول وأصحابه ومنهج السلف الصالح رضي الله عنهم ، وأهم من ذلك الدعوة إلى توحيد الله وتخليص القلوب من الشرك والخرافات والبدع لأن الناس ابتلوا بالبدع والخرافات إلا من رحم الله ، فيجب على الداعية أن يهتم بتنقية العقيدة وتخليصها مما شابها من خرافات وبدع وشركيات , كما يقوم بنشر الإسلام بجميع أحكامه وأخلاقه والطريق إلى ذلك وتفقيه الناس في القرآن والسنة , فالقرآن هو الأصل الأصيل في دعوة الناس إلى الخير ثم السنة بعد ذلك تفسر القرآن وتدل عليه وتعبر عنه وتوضح معناه وتبينه , وخلق النبي صلى الله عليه وسلم يجب أن يتأسى المسلمون به ويقتدوا به عليه الصلاة والسلام"ا.هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق