الاثنين، 10 نوفمبر 2014

خاطرة حول ما تبع الاعتداء الحاصل في الأحساء من ردود أفعال.

خاطرة حول ما تبع الاعتداء الحاصل في الأحساء من ردود أفعال.

                                         بسم الله الرحمن الرحيم

فإن مما لا شك فيه ولا ريب حرمة  الاعتداء الذي قام به ثلة من المفسدين في الأرض على بعض أهالي الدالوة في الأحساء، وقد تكلم سماحة المفتي العام الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مبيناً حرمة هذه الجريمة وتكلم غيره من العلماء وأهل العلم .
إلا أنه لوحظ أن البعض ينطلق في تجريمه لذلك الاعتداء من منطلقات غير سائغة جاعلاً مناط انكاره معلقاً على أمور منها :
1-  الرابطة الوطنية : وهي رابطة تجمع أفرادا في اقليم واحد تحت راية ولي أمر واحد فيجعل الولاء لأجل الرابطة وإن اختلف الدين.
2-   الرابطة الإنسانية: وهي رابطة يجمعها الجنس البشري فيجعل الولاء لأجل ذلك وإن اختلف الدين.
3-   الرابطة الإسلامية : وهي الدين الواحد فينكر هذه الجريمة باعتبار أنها استهدفت مسلمين ولا ينظر للاعتبارات الأخرى التي بينها العلماء في حكم من نقض التوحيد ووقع بالشرك وأنه لا يسمى مسلمًا بل يسمى مشركاً كما سيأتي بيانه.

وإننا إذا نظرنا إلى هذه الروابط:

   فالرابطة الوطنية رابطة يعتد بها باعتبار منع الافتيات على ولي الأمر الذي يحكم أفراد هذه الرابطة وذلك بإقامة الحدود والتعزيرات فإن إقامة الحدود والتعزيرات من صلاحيات ولي الأمر وليس لأحد من أفراد رعيته فعل ذلك.
إلا أنها غير كافية في جعلها مناطا  للولاء والبراء، فإن الولاء للمؤمنين وإن كانوا أبعد الناس والبراء من المشركين وإن كانوا أقرب الناس كما قال تعالى {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض} [التوبة: 71]،  وقال تعالى {لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم}[المجادلة :22].
 و هذه المعاداة والبراءة لا تمنع من المعاملة بالعدل والقسط كما بين الله ذلك في كتابه قال تعالى : {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم...}[الممتحنة : 8].
وكما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وكما هو هديه صلى الله عليه وسلم في تعامله مع المنافقين والمشركين المعاهدين والمستأمنين وأهل الذمة منهم ففي البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها : ((توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعا من شعير)).
 فالمواطنة لا تعني إذابة الفروق بين المسلم والكافر وبين السني والبدعي وتسمية المشرك أخاً، فإن المشرك مشرك وهو عدو بغيض لنا ولو كان مواطناً، والمسلم مسلم حبيب وولي لنا ولو كان من غير الوطن، فالمواطنة ليست كافية في تجريم الاعتداء أو إثبات الأخوة الشرعية بين أفرادها كما أن غير المواطنة لا تسوغ الاعتداء ولا تنفي الأخوة بين المؤمنين.
وأما الرابطة الإنسانية فظاهر الأمر أنها رابطة يعتد بها من جهة التراحم والشفقة كما قال تعالى مبيناً صفة من صفاة أهل الجنة : {ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً} [الإنسان : 8].والأسير هو الكافر الحربي الذي بيد المسلمين فالله شرع إطعامه والرفق به ولو كان كافراً حربياً كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((في كل كبد رطبة أجر)).
 لكن لا يعني مشروعية ذلك وصف المشرك بأنه مسلم ومداهنته باسم الإنسانية فتجريم الاعتداء الحاصل باعتباره جريمة ضد الإنسانية فقط خطأ فإن حق الإنسان على الإنسان قد يُهدر باعتبارات كثيرة في الشرع منها الشرك بالله كما سيأتي،  ولكن  من حق الإنسان المستأمن أو المعاهد أو الذمي على المسلم حفظ حقوقه في إطار الشريعة الإسلامية فإنكار هذا الاعتداء من هذه الحيثية سائغ، غير أن تقييد تجريم الاعتداء بمطلق  لفظ الإنسانية دون اعتداد بالضوابط الشريعة خطأ.
قد نسوغ إنكار هذه الجريمة باعتبار هذه الروابط بضوابطها كما تقدم إلا أننا لا نسوغ  إنكارها باعتبار لفظ (الرابطة الإسلامية) أو ( الدين الواحد ) أو (مسلمون وكفى) فإن ما  بين السنة والرافضة من الاختلاف هو ما بين الإسلام والكفر،  فالسنة هي دين الإسلام الصافي الذي جاء به رسول الله صلى الله  عليه وسلم، وأما دين الرافضة فهو الشرك بالله فهو دين إبليس لا دين الله.
والشرك يهدر المال والدم لما في البخاري ومسلم من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث : النفس بالنفس، والثيب الزاني، والمفارق لدينه التارك للجماعة))
وفيهما عن ابن عمر رضي الله عنهما  قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم الا بحقها وحسابهم على الله تعالى)).
فمن نقض شهادة التوحيد بالشرك بالله والردة عن دين الإسلام فإنه يقتل ولكن من يقتله هو ولي أمر المسلمين وليس ذلك لأفراد الرعية فإن الافتيات عليه في ذلك خروج عليه ومفارقة للجماعة.
والرافضة مشركون قد كفرهم غير  واحد من أهل العلم كفرهم الإمام أحمد كما في السنة للخلال فقد روى الخلال[السنة: 2/557] عن أبي بكر المروذي قال: "سألت أبا عبد الله عمن يشتم أبا بكر وعمر وعائشة؟ قال: ما أراه على الإسلام"
وللشيخ ابن باز رحمه الله كلام نفيس في الرافضة الاثني عشرية قال رحمه الله : " الشيعة من ضمنهم مبتدعون وأتلاهم من فضل عليا على الصديق أبي بكر وعمر  فقد أخطأ وخالف الصحابة، ولكن اهطرهم الرافضة أصحاب الخميني هؤلاء أخطرهم وهكذا النصيرية أصحاب حافظ الأسد وجماعته في سوريا والباطنية الذين في سوريا والباطنية الذين في إيران والباطنية الذين في الهند هم إسماعيلية هذه الطوائف الثلاث  هم أشدهم و أخطرهم، هم كفرة، هؤلاء كفرة، لأنهم والعياذ بالله يضمرون الشر للمسلمين ويرون المسلمين أخطر عليهم من الكفرة، فيبغضون المسلمين أكثر من بغضهم للكفرة"ا.هـ
[ رابط : http://www.youtube.com/watch?v=3ryeZ-ToOsg ]
وقال رحمه الله : " الرافضة عباد أوثان  يعبدون آل البيت ويدعونهم من دون الله ويسبون الصحابة، فلهم عقائد ودين غير دين المسلمين"ا.هـ
[انظر : http://www.youtube.com/watch?v=66TwvwrSKnQ]

وللشيخ صالح الفوزان حفظه الله جوابا مهما في هذه المسألة ردا على من يقول عن الرافضة إخواننا قال حفظه الله : " نبرأ إلى الله منهم ونبرأ إلى الله من هذا القول، ليسوا إخواننا والله لليسوا إخواننا بل هم إخوان الشيطان، لأنهم يسبون أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله  عليه وسلم التي اختارها الله لنبيه صلى الله عليه وسلم الصديقة بنت الصديق ويكفرون أبا بكر وعمر، ويلعنونهما،  ويلعنون الصحابة عموما إلا أهل البيت علي ابن ابي طالب رضي الله عنه، مع أنهم هم أعداء علي بن ابي طالب، فعلي يبرأ منهم وبريء منهم، علي إمامنا وليس إمامهم، إمام أهل السنة وليس إمام الرافضة الخبثاء، فنحن نبرأ إلى الله منهم وليسوا إخواننا"ا.هـ 
[انظر : http://www.youtube.com/watch?v=6t7oAQ40wZM]

وذكرت اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله (372/2) أن الجماعة الذين يدعون عليا ً والحسن والحسين مشركون مرتدون عن دين الإسلام .
 وقالت اللجنة الدائمة   ( 418/1 )  "من فعل أو قال أو اعتقد ما يقتضي الكفر حُكم بكفره، وعومل معاملة الكفار، معيَّنًا كان أو غير معيَّن، لعموم الأدلة، كمن دعا غير الله أو ذبح لغير الله أو تكلم بكلام الكفر، كمن سب الله أو رسوله أو استهزأ بشيء من الدين، فإنه يحكم بكفره ويستتاب، فإن تاب وإلا وجب على ولي أمر المسلمين قتله مرتدًا"ا.هـ
وقالت : ( 137-136/2  ) : "الكبائر مثل الاستغاثة بغير الله كدعاء الأموات لتفريج الكربات والنذر للأموات والذبح لهم فهذه الكبائر وأمثالها كفر أكبر يجب البيان لمن ارتكبها وإقامة الحجة عليه، فإن تاب بعد البيان قبلت توبته وإلاَّ قتله ولي أمر المسلمين لردته"ا.هـ
وعليه:
 نعلم خطأ قول بعض الخطباء والدعاة وبعض المثقفين و الكتاب (إخواننا الشيعة) فالشيعة في الأحساء والقطيف وعموم المنطقة الشرقية من الرافضة الاثني عشرية والرافضة الاثني عشرية قبورية حكمهم عند أهل العلم أنهم مشركون.
فوصفهم بإخواننا فيه تمييع لعقيدة البراءة من المشركين ومعاداتهم التي اوجبها الله على أهل توحيده كما قال تعالى : {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم}[الحديد : 22]
كما أن زعم عدم كفرهم مع وقوعهم في الشرك الصراح البواح من الاستغاثة بعلي والحسين وغيرهما واعتقادهم في أوليائهم ما هو من خصائص الربوبية والألوهية أمر خطأ فإن من بلغه القرآن ثم فعل الشرك حُكم عليه بفعله وهو الشرك لأن القرآن هو البلاغ الذي من بلغه فقد قامت عليه الحجة قال الله تعالى : {وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ}[الأنعام : 19].
وهؤلاء في بلد التوحيد ويدرسون كتب التوحيد في المدارس وبينهم دعاة التوحيد ومع ذلك مصرون على ما هم عليه من الشرك بالله من دعاء الحسين وعلي وفاطمة واتهام أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه والطعن في جل الصحابة رضي الله عنهم ألا قليلا فهم مشركون ليسو على دين الإسلام بل على دين الشرك و الوثنية ومن صرف شيئا من العبادة لغير الله فهو مشرك كافر.

وعليه :
فإنكارنا الاعتداء عليهم  لما فيه من الافتيات على ولي الأمر في إنزال العقوبات عليهم ولما فيه من نشر الفوضى والإخلال بالأمن.
 وتجريمنا لما حدث ليس باعتبار أنه وقع على قوم مسلمين فإن الرافضة مشركين وقد بلغتهم الحجة كما تقدم.
 ولا يعني تجريمنا لما حدث بهذا الاعتبار أن نحب الرافضة أو نوالايهم أو نداهنهم أو نقول بأنهم إخواننا بل هم مشركون إخوان للشياطين وليسوا بإخوان لنا.

مدونة تمهل
@tmhhl1433