الفرق الجلي بين (السني) و (الحركي) !
بسم الله الرحمن الرحيم
هاك قولا مختصرا أوضح لك بإيجاز الفرق بين السني والحركي في باب الثورات والانقلابات والسمع والطاعة والتكفير والولاء والبراء يتبين لك فيها فيها مفارقة الحركيين لما عليه أهل السنة والجماعة وذلك بمعرفتك الفرق بين (السني) و (الحركي).
وللتوضيح :
(السني) هو كل من اعتقد معتقد أهل السنة والجماعة وسار على منهجهم في الاعتقاد والعمل.
(الحركي) : هو وصف يشمل كل أصحاب التوجهات الحزبية التي تدور في فلك جماعة الأخوان المسلمين وأفكارها وما شابهها من الجماعات والأحزاب والتيارات.
أقول وبالله التوفيق:
1- (السني) و (الحركي) بين (الثبات) و(التقلب) في باب الخروج والثورة:
قاعدة أهل السنة التي يصرحون بها وينطلقون منها وهي اعتقاد راسخ انعقدت عليه قلوبهم النهي عن الخروج على الحكام والنهي عن الثورة متبعون بذلك أثر السلف متمسكون بالنصوص المتواترة نصوص الكتاب والسنة .
وأما (الحركي) فقد ينهي عن الخروج على الحكام والانقلابات إذا كان الحاكم (إخواني) أو كانت (مصلحة الحركة ) تقتضي ذلك.
وأما إذا لم يكن ( اخواني) فيؤيد ذلك غالبا ويحث عليه ويحرض على الخروج! ما لم يكن في ذلك ضرر على (الحركة) ومستقبل العمل (الحزبي).
فتجد موقف (السني) من حوادث الخروج على الحكام والثورة : (ثابتا)، بينما تجد موقف (الحركي ) : (متقلبا) وفق قواعد (الحزب).
مثال ذلك :
الخروج على (حسني مبارك) تجد (السني) ينهى عن الخروج وفقا لقاعدته و أما (الحركي) فيحرض!
ثم الانقلاب على (مرسي) فتجد ( السني) ينهى عن الخروج وفقا لقاعدته وينكر ذلك ويدعو لحفظ الدماء وصيانتها.
وتجد (الحركي) ينهى عن الخروج على مرسي ويدعو لحفظ دماء المسلمين! -زعموا- ولكن نهيه عن ذلك لأن الحاكم من حزبه ودليل ذلك انه ما إن تغلب (السيسي) بقوة الجيش، وأحكم القبضة عليه إلا وقد انقلبت دعوة (الحركيين) من حفظ الدماء إلى (التحريض) !! ولا يزال (السني) على موقفه (ثابتا).
وقد حدثت حادثة محاولة الانقلاب على (اوردغان) فرأينا (السني) ينهى عن ذلك ويبين خطر الخروج والانقلابات! وفقا لقاعدته، ووجدنا (الحركي) ينهى عن الخروج على اردوغان!
فموقف (السني) ثابت، وموقف (الحركي) متقلب!
فاعتبروا يا أولي الأبصار!
2- منهج السمع و الطاعة بين (السني) و (الحركي) :
(السني) يدعو للسمع والطاعة لولاة الأمر سواء كان الحاكم خليفة او أميرا على إقليم سواء كان مبايعا او أخذ الحكم بولاية العهد أو تغلب، كل ذلك (طاعة في طاعة الله وفي غير معصيته) في العسر واليسر في المنشط والمكره سواء كان الحاكم من حزبه أو مخالف له، من قبيلته أو من غيرها، ف(السني) إنما تكون طاعته في ذلك للحاكم امتثالا لامر الله وطاعة لله تعبدا وامتثالا للنصوص، وهذا أصل من أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة حكاه الخلف عن السلف متواترا في النصوص والآثار وانعقد عليه اجماع العلماء.
واما (الحركي) فهو يدعو للطاعة إذا كان الحاكم (إخوانيا) طاعة لأجل الحزب لا الامثال لأمر الله وشواهد ذلك سارت بها الركبان وانطوى عليها الجديدان.
فإذا كان الحاكم ليس من (الأخوان) نبزوا من يأمر بطاعته امتثالا للنصوص بأنه (جامي) ووصفوا من يأمر بذلك بأنهم (غلاة الطاعة)!
وفي إزاء ذلك :
تجد (الحركي) في موقفه من ولاة الأمر من (الأخوان) يقرن حكم الحاكم (الاخواني) بحكم الله! فتشبه (الحركيون) بالرافضة الإمامية في عقيدة (ولاية الفقيه)!
ويجعل (الحركي) الحاكم (الإخواني) يمثل (الإسلام) و الخروج عليه (خروج عن الإسلام) .
ويزيد بأن يجعل من ينتقده ممن ليس من أهل بلده وتحت ولايته و من ينتقد سياسة ومنهج (جماعة الأخوان) ينتقدون الإسلام ويرفض (حاكمية الاسلام) وبالتالي من لم يكن (حركيا) فهو (منافق) أو (متصهين)! ويزيد بعضهم فيجعله (مرتدا)!
بينما (السني) لا يعدو قوله أن يجعل من يخرج عن الإمام المسلم إما ان يكون (باغيا) أو (خارجيا) فهو ضال وكفى، من غير تكفير له على خلاف في الخوارج عند بعض أهل العلم.
ويستحق الباغي والخارج على الإمام ولو كان الإمام عبدا حبشيا العقوبة المتقررة شرعا من كفه عن بغيه وخروجه ودفعه بالاخف فالاعلى فإن لم يندفع إلا بالقتل قتل مع عدم تكفيره!
وليس ذلك حمية لشخص الحاكم بل تعظيما لشريعة السمع والطاعة للإمام وإن كان عبدا حبشيا! حماية لدماء المسلمين برهم وفاجرهم سنيهم وبدعيهم بخلاف (الإخوان) فحقيقة ما هم عليه من الاعتقاد في الدماء انهم لا يرون الدماء معصومة إلا دماء (الأخوان) وما سواها فهدر! ثابت ذلك في مقالات وكتابات منظريهم وقادتهم وإن أظهروا تقية الرافضة أحايين كثيرة وهذا وجه ثان من أوجه تشبه (الأخوان) بالرافضة
فاعتبروا يا أولي الابصار!
3- التكفير بين (السني) و (الحركي):
التكفير حكم الله ورسوله، وليس لأحد أن يكفر مسلما بغير برهان وحجة.
ف(السني) يكفر وفق قواعد التكفير عند أهل السنة المبنية على نصوص الكتاب والسنة وإجماع أهل العلم مباينا في ذلك منهج الخوارج ومنهج المرجئة.
واما (الحركي) فهو يكفر وفق قواعده (الحزبية)!
فيكفر حكام أهل السنة من المسلمين بغير مكفر! ويوجب الخروج عليهم وسفك دمائهم لأنهم ليسوا من حزبه.
وفي إزاء ذلك يوالي (المرتدين) من (الأخوان) ممن صرحوا ب(الكفر البواح) مثل :
● رفض حاكمية الشريعة.
● جعلهم الحاكمية للشعب.
● تفضيلهم ذلك على حكم الكتاب والسنة.
● تصريحهم أنه لا يوجد خلاف بين عقيدة النصارى وعقيدة المسلمين.
● تصريحهم بعدم كفر اليهود والنصارى وزعم أنهم (إخواننا)!.
● إباحاتهم حق الكفر بالله والردة عن دين الإسلام وحرية الاعتقاد الكفري! والاعتراض على الله.
....الخ ذلك مما هو معدود من نواقض الاسلام التي يكفر المعين بفعلها عند أهل السنة بخلاف ما عليه المرجئة ومن شابههم من العصرانيين!
فترى (الحركي السعودي) الذي درس عقيدة التوحيد في المدارس ودرس كتاب التوحيد ونواقض الإسلام للإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب وربما يدرسها ويشرحها للطلاب وأيضا الواسطية والحموية والتدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية والطحاوية للطحاوي وغيرها من كتب الاعتقاد التي يعتمدها أهل السنة والجماعة! والتي بنى عليها اعتقاده فنرى هذا (الحركي السعودي) -كثيرا- يقرر لطلابه ما قرره أهل السنة في أبواب الاعتقاد وخاصة التكفير والإيمان والولاء والبراء.
ومع ذلك يتنكر لهذه العقيدة حينما يكون التطبيق على (إخواني) سواء كان حاكما أو محكوما! فتميع عقيدته وتذوب هويته أمام (صنم الحزب)!
بل يزيد على ذلك ويبحث عن المسوغات لما وقع فيه من كفر بواح بل وبعضه اصبح يمدح (الديمقراطية) و يدعو لها!
فيا سبحان الله كيف شفعت له بدعته؟!
ويا لله العجب !
كيف يكفر (الحاكم الموحد) بزعم وقوعه في ناقض من نواقض الاسلام هو براء من ذلك، ثم يوالي ( الإخواني) مع وقوعه بالنواقض والكفر البواح من أوجه عديدة! كما تقدم، ثم يعادي أهل التوحيد لأجل هؤلاء المرتدين! ولأجل (صنم الحزب)!
بل بعضهم صرح أن من لم يكن على ما هم عليه من ( دعوة الأخوان المسلمين) فليس بمسلم!
وفي ذلك يقول إمامهم حسن البناء كما في الرسائل (ص86) متحدثا عن منهج جماعة الأخوان: "إننا نعلن في وضوح وصراحة إن كل مسلم لا يؤمن بهذا المنهج ولا يعمل لتحقيقه لا حظ له في الإسلام"ا.ه
ويقول : "موقفنا من الدعوات المختلفة التي طغت في هذا العصر ففرقت القلوب و بلبلت الأفكار أن نزنها بميزان دعوتنا فما وافقها فمرحبا به و ما خالفها فنحن براء منه و نحن مؤمنون بأن دعوتنا عامة محيطة لا تغادر جزءا صالحا من أية دعوة إلا ألمت به و أشارت إليه"
إنه الفرقان الكبير في باب التكفير بين (السني) و ( الحركي).
ومن عرف ذلك أدرك السبب الذي جعل ولاء (الحركيين السعوديين) لغير بلادهم بلاد التوحيد.
وكيف يحتفون بما يرونه (إنجازات) للحكام من (الأخوان) ثم يغمطون الخير الذي عندنا ويكتمونه ولا يبدونه!
فبالله! ماذا ينقمون على بلاد التوحيد؟!
ولم يعقونها ويوالون أعدائها ممن ليسوا على عقيدتها وليسوا من أوليائها؟!
بلاد تقام بها شريعة الله، ويحكم فيها كتاب الله، يعلن فيها توحيد الله، وتُظهر فيها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يؤمر فيها بالمعروف وينهى عن المنكر، خدمة للحرمين الشريفين وتهيئة لأسباب سلامة العُمّار والحُجَّاج.
ألا يرون خيرا قارا، وشرا فارا.
الا يرون الوحدة والائتلاف، والستر والعفاف.
اليسوا في شِبَعٌ ورِيٌ، وعيشٌ هنيٌ، ورزق سهلٌ ليس فيه عي؟!
فاعتبروا يا أولي الابصار!
4- (الخروج) على الحاكم (الكافر) بين (السني) و (الحركي):
انعقد إجماع أهل العلم على أنه لا ولاية لكافر على المسلمين.
فعلى المسلمين السعي في خلعه وذلك بشروط قررها أهل السنة فمن ذلك :
● كون ما أتاه الحاكم كفرا.
● كون ما وقع فيه من الكفر بواحا.
● كون ما وقع فيه من الكفر مجمع على التكفير به.
● القدرة على خلعه.
● عدم ترتب مفسدة أكبر.
● تولية حاكم مسلم يحكم بما أنزل الله.
دل على هذه الشروط الكتاب والسنة والإجماع.
فترى ( السني ) يقرر ذلك حماية لبيضة الإسلام وحفظا لدماء المسلمين وعملا بما قررته النصوص واتباعا لآثار السلف وقواعد أهل العلم سواء كان الحاكم من الأخوان أو من غيرهم.
فإذا تحققت هذه الشروط ف(السني) يجيز الخروج، وما لم تتحقق فيمنعه ليس لأجل (عيون) الحاكم! بل لأجل (دماء) المسلمين.
وأما (الحركي) فالخروج عنده مادام أنه (لأجل الحزب) فيسوغه من غير ضوابط و قيود ويحرض عليه ويؤلب المسلمين الضعفاء -مع عدم تحقق شروط جواز الخروج- على أن يخرجوا على الحاكم المدجج بالسلاح من الطائرات والدبابات والصواريخ البرية والجوية والبحرية فتكون العاقبة على المسلمين المساكين.
والطامة الكبرى أن يحرض (الحركي) المسلمين على أن يخرجوا للشوارع ويواجهون الدبابات بما سماه (السلمية) حاملين اللافتات!
بزعم (سلميتكم أقوى من الرصاص)!
وما سوريا وليبيا واليمن عنا ببعيد!
أضف إلى ذلك أن (الحركي) يجوز الخروج على الحاكم المسلم الذي ليس من حزبه مع إجماع أهل العلم على المنع من الخروج على الحاكم المسلم وإن كان فاسقا جائرا بحجج كثيرة فتارة بحجة أنه جائر! وتارة حين تزول التقية الرافضية عنده يصرح بأن هذا الحاكم المسلم ( طاغوت كافر) وما هو بطاغوت قي الحقيقة كل ذلك لأجل (صنم الحزب)!
وقد أثبتت الفتن الأخيرة لاسيما ما يسمى (الربيع العربي) حذق علمائنا علماء أهل السنة والجماعة وطلاب العلم السائرين على طريقتهم في هذا الباب و الذين لأجل التزامهم بالكتاب والسنة في باب الإمامة وفي مسألة الخروج ودعوتهم لعقيدة السلف يصفهم (الحركيون) ب (البوطيين)! و (المداهنين)! و (علماء السلاطين)! و (الجامية)!
ف( السني ) يعلق جواز الخروج على الحاكم ب (الكفر البواح) بعد تحقق الشروط.
وأما (الحركي) فيعلق جواز ذلك بكون الحاكم ليس (إخوانيا) من غير شروط ولا قيود غير مصلحة (الحزب)! وشروط المرحلة!
فاعتبروا يا أولي الأبصار!
أما بعد:
فهذه صيحة نذير للعقلاء في بلادنا السعودية، دونكم سفينتنا فقد أدركها الغرق، ولا عاصم من أمر الله إلا من رحم.
ألا وإن أمواج الحزبيات و رياح الصراعات تكاد تعصف بنا!
ومما يؤسف له أن ترى ممن هم في عداد رموز الدعوة والمسؤلية الاجتماعية يعززون انقسام المجتمع على نفسه ويغذون الصراع (الحزبي) نائين بأنفسهم عن مصدر عزنا ومنبع قوتنا الكتاب والسنة معرضين بأنفسهم ومريديهم عن الدعوة الأصيلة التي قامت في هذه البلاد دعوة الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله القائمة على منهج السلف في الدعوة والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي باب الإمامة والولاء والبراء وفي كل باب من أبواب الدين متعليقين بزبالات افمار الجماعات الوافدة.
إن هؤلاء (الحركيين) ومن يدور في فلكهم يقدمون بتحزبهم وإشعالهم الصراع في بلدنا بلد التوحيد و السنة أكبر خدمة مجانية لاعدائنا من اليهود والنصارى والرافضة وغيرهم.
فيا عقلاء قومي :
كافحوا الانقسام في مجتمعنا.
ومكافحة هذا الانقسام ليس بالسكوت عن المخالفات الشرعية والتجميع باسم الوطن! أو التعددية! او التنوع الفكري! ...الخ
بل برد الجميع إلى الأصل الذي يجمع الناس وهو الوحي الكتاب والسنة كما قال تعالى : {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}[آل عمران : 103].
فكيف لعاقل يرى هذا الاحتراب وهذا التردي الفكري وهذا الانقسام المجتمعي أن تقر عينه!
والله من وراء القصد
وهو المأمول أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين ويكفينا شر كل ذي شر وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
كتبه
مدونة تمهل
@tmhhl1433
11_10_1437
بسم الله الرحمن الرحيم
هاك قولا مختصرا أوضح لك بإيجاز الفرق بين السني والحركي في باب الثورات والانقلابات والسمع والطاعة والتكفير والولاء والبراء يتبين لك فيها فيها مفارقة الحركيين لما عليه أهل السنة والجماعة وذلك بمعرفتك الفرق بين (السني) و (الحركي).
وللتوضيح :
(السني) هو كل من اعتقد معتقد أهل السنة والجماعة وسار على منهجهم في الاعتقاد والعمل.
(الحركي) : هو وصف يشمل كل أصحاب التوجهات الحزبية التي تدور في فلك جماعة الأخوان المسلمين وأفكارها وما شابهها من الجماعات والأحزاب والتيارات.
أقول وبالله التوفيق:
1- (السني) و (الحركي) بين (الثبات) و(التقلب) في باب الخروج والثورة:
قاعدة أهل السنة التي يصرحون بها وينطلقون منها وهي اعتقاد راسخ انعقدت عليه قلوبهم النهي عن الخروج على الحكام والنهي عن الثورة متبعون بذلك أثر السلف متمسكون بالنصوص المتواترة نصوص الكتاب والسنة .
وأما (الحركي) فقد ينهي عن الخروج على الحكام والانقلابات إذا كان الحاكم (إخواني) أو كانت (مصلحة الحركة ) تقتضي ذلك.
وأما إذا لم يكن ( اخواني) فيؤيد ذلك غالبا ويحث عليه ويحرض على الخروج! ما لم يكن في ذلك ضرر على (الحركة) ومستقبل العمل (الحزبي).
فتجد موقف (السني) من حوادث الخروج على الحكام والثورة : (ثابتا)، بينما تجد موقف (الحركي ) : (متقلبا) وفق قواعد (الحزب).
مثال ذلك :
الخروج على (حسني مبارك) تجد (السني) ينهى عن الخروج وفقا لقاعدته و أما (الحركي) فيحرض!
ثم الانقلاب على (مرسي) فتجد ( السني) ينهى عن الخروج وفقا لقاعدته وينكر ذلك ويدعو لحفظ الدماء وصيانتها.
وتجد (الحركي) ينهى عن الخروج على مرسي ويدعو لحفظ دماء المسلمين! -زعموا- ولكن نهيه عن ذلك لأن الحاكم من حزبه ودليل ذلك انه ما إن تغلب (السيسي) بقوة الجيش، وأحكم القبضة عليه إلا وقد انقلبت دعوة (الحركيين) من حفظ الدماء إلى (التحريض) !! ولا يزال (السني) على موقفه (ثابتا).
وقد حدثت حادثة محاولة الانقلاب على (اوردغان) فرأينا (السني) ينهى عن ذلك ويبين خطر الخروج والانقلابات! وفقا لقاعدته، ووجدنا (الحركي) ينهى عن الخروج على اردوغان!
فموقف (السني) ثابت، وموقف (الحركي) متقلب!
فاعتبروا يا أولي الأبصار!
2- منهج السمع و الطاعة بين (السني) و (الحركي) :
(السني) يدعو للسمع والطاعة لولاة الأمر سواء كان الحاكم خليفة او أميرا على إقليم سواء كان مبايعا او أخذ الحكم بولاية العهد أو تغلب، كل ذلك (طاعة في طاعة الله وفي غير معصيته) في العسر واليسر في المنشط والمكره سواء كان الحاكم من حزبه أو مخالف له، من قبيلته أو من غيرها، ف(السني) إنما تكون طاعته في ذلك للحاكم امتثالا لامر الله وطاعة لله تعبدا وامتثالا للنصوص، وهذا أصل من أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة حكاه الخلف عن السلف متواترا في النصوص والآثار وانعقد عليه اجماع العلماء.
واما (الحركي) فهو يدعو للطاعة إذا كان الحاكم (إخوانيا) طاعة لأجل الحزب لا الامثال لأمر الله وشواهد ذلك سارت بها الركبان وانطوى عليها الجديدان.
فإذا كان الحاكم ليس من (الأخوان) نبزوا من يأمر بطاعته امتثالا للنصوص بأنه (جامي) ووصفوا من يأمر بذلك بأنهم (غلاة الطاعة)!
وفي إزاء ذلك :
تجد (الحركي) في موقفه من ولاة الأمر من (الأخوان) يقرن حكم الحاكم (الاخواني) بحكم الله! فتشبه (الحركيون) بالرافضة الإمامية في عقيدة (ولاية الفقيه)!
ويجعل (الحركي) الحاكم (الإخواني) يمثل (الإسلام) و الخروج عليه (خروج عن الإسلام) .
ويزيد بأن يجعل من ينتقده ممن ليس من أهل بلده وتحت ولايته و من ينتقد سياسة ومنهج (جماعة الأخوان) ينتقدون الإسلام ويرفض (حاكمية الاسلام) وبالتالي من لم يكن (حركيا) فهو (منافق) أو (متصهين)! ويزيد بعضهم فيجعله (مرتدا)!
بينما (السني) لا يعدو قوله أن يجعل من يخرج عن الإمام المسلم إما ان يكون (باغيا) أو (خارجيا) فهو ضال وكفى، من غير تكفير له على خلاف في الخوارج عند بعض أهل العلم.
ويستحق الباغي والخارج على الإمام ولو كان الإمام عبدا حبشيا العقوبة المتقررة شرعا من كفه عن بغيه وخروجه ودفعه بالاخف فالاعلى فإن لم يندفع إلا بالقتل قتل مع عدم تكفيره!
وليس ذلك حمية لشخص الحاكم بل تعظيما لشريعة السمع والطاعة للإمام وإن كان عبدا حبشيا! حماية لدماء المسلمين برهم وفاجرهم سنيهم وبدعيهم بخلاف (الإخوان) فحقيقة ما هم عليه من الاعتقاد في الدماء انهم لا يرون الدماء معصومة إلا دماء (الأخوان) وما سواها فهدر! ثابت ذلك في مقالات وكتابات منظريهم وقادتهم وإن أظهروا تقية الرافضة أحايين كثيرة وهذا وجه ثان من أوجه تشبه (الأخوان) بالرافضة
فاعتبروا يا أولي الابصار!
3- التكفير بين (السني) و (الحركي):
التكفير حكم الله ورسوله، وليس لأحد أن يكفر مسلما بغير برهان وحجة.
ف(السني) يكفر وفق قواعد التكفير عند أهل السنة المبنية على نصوص الكتاب والسنة وإجماع أهل العلم مباينا في ذلك منهج الخوارج ومنهج المرجئة.
واما (الحركي) فهو يكفر وفق قواعده (الحزبية)!
فيكفر حكام أهل السنة من المسلمين بغير مكفر! ويوجب الخروج عليهم وسفك دمائهم لأنهم ليسوا من حزبه.
وفي إزاء ذلك يوالي (المرتدين) من (الأخوان) ممن صرحوا ب(الكفر البواح) مثل :
● رفض حاكمية الشريعة.
● جعلهم الحاكمية للشعب.
● تفضيلهم ذلك على حكم الكتاب والسنة.
● تصريحهم أنه لا يوجد خلاف بين عقيدة النصارى وعقيدة المسلمين.
● تصريحهم بعدم كفر اليهود والنصارى وزعم أنهم (إخواننا)!.
● إباحاتهم حق الكفر بالله والردة عن دين الإسلام وحرية الاعتقاد الكفري! والاعتراض على الله.
....الخ ذلك مما هو معدود من نواقض الاسلام التي يكفر المعين بفعلها عند أهل السنة بخلاف ما عليه المرجئة ومن شابههم من العصرانيين!
فترى (الحركي السعودي) الذي درس عقيدة التوحيد في المدارس ودرس كتاب التوحيد ونواقض الإسلام للإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب وربما يدرسها ويشرحها للطلاب وأيضا الواسطية والحموية والتدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية والطحاوية للطحاوي وغيرها من كتب الاعتقاد التي يعتمدها أهل السنة والجماعة! والتي بنى عليها اعتقاده فنرى هذا (الحركي السعودي) -كثيرا- يقرر لطلابه ما قرره أهل السنة في أبواب الاعتقاد وخاصة التكفير والإيمان والولاء والبراء.
ومع ذلك يتنكر لهذه العقيدة حينما يكون التطبيق على (إخواني) سواء كان حاكما أو محكوما! فتميع عقيدته وتذوب هويته أمام (صنم الحزب)!
بل يزيد على ذلك ويبحث عن المسوغات لما وقع فيه من كفر بواح بل وبعضه اصبح يمدح (الديمقراطية) و يدعو لها!
فيا سبحان الله كيف شفعت له بدعته؟!
ويا لله العجب !
كيف يكفر (الحاكم الموحد) بزعم وقوعه في ناقض من نواقض الاسلام هو براء من ذلك، ثم يوالي ( الإخواني) مع وقوعه بالنواقض والكفر البواح من أوجه عديدة! كما تقدم، ثم يعادي أهل التوحيد لأجل هؤلاء المرتدين! ولأجل (صنم الحزب)!
بل بعضهم صرح أن من لم يكن على ما هم عليه من ( دعوة الأخوان المسلمين) فليس بمسلم!
وفي ذلك يقول إمامهم حسن البناء كما في الرسائل (ص86) متحدثا عن منهج جماعة الأخوان: "إننا نعلن في وضوح وصراحة إن كل مسلم لا يؤمن بهذا المنهج ولا يعمل لتحقيقه لا حظ له في الإسلام"ا.ه
ويقول : "موقفنا من الدعوات المختلفة التي طغت في هذا العصر ففرقت القلوب و بلبلت الأفكار أن نزنها بميزان دعوتنا فما وافقها فمرحبا به و ما خالفها فنحن براء منه و نحن مؤمنون بأن دعوتنا عامة محيطة لا تغادر جزءا صالحا من أية دعوة إلا ألمت به و أشارت إليه"
إنه الفرقان الكبير في باب التكفير بين (السني) و ( الحركي).
ومن عرف ذلك أدرك السبب الذي جعل ولاء (الحركيين السعوديين) لغير بلادهم بلاد التوحيد.
وكيف يحتفون بما يرونه (إنجازات) للحكام من (الأخوان) ثم يغمطون الخير الذي عندنا ويكتمونه ولا يبدونه!
فبالله! ماذا ينقمون على بلاد التوحيد؟!
ولم يعقونها ويوالون أعدائها ممن ليسوا على عقيدتها وليسوا من أوليائها؟!
بلاد تقام بها شريعة الله، ويحكم فيها كتاب الله، يعلن فيها توحيد الله، وتُظهر فيها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يؤمر فيها بالمعروف وينهى عن المنكر، خدمة للحرمين الشريفين وتهيئة لأسباب سلامة العُمّار والحُجَّاج.
ألا يرون خيرا قارا، وشرا فارا.
الا يرون الوحدة والائتلاف، والستر والعفاف.
اليسوا في شِبَعٌ ورِيٌ، وعيشٌ هنيٌ، ورزق سهلٌ ليس فيه عي؟!
فاعتبروا يا أولي الابصار!
4- (الخروج) على الحاكم (الكافر) بين (السني) و (الحركي):
انعقد إجماع أهل العلم على أنه لا ولاية لكافر على المسلمين.
فعلى المسلمين السعي في خلعه وذلك بشروط قررها أهل السنة فمن ذلك :
● كون ما أتاه الحاكم كفرا.
● كون ما وقع فيه من الكفر بواحا.
● كون ما وقع فيه من الكفر مجمع على التكفير به.
● القدرة على خلعه.
● عدم ترتب مفسدة أكبر.
● تولية حاكم مسلم يحكم بما أنزل الله.
دل على هذه الشروط الكتاب والسنة والإجماع.
فترى ( السني ) يقرر ذلك حماية لبيضة الإسلام وحفظا لدماء المسلمين وعملا بما قررته النصوص واتباعا لآثار السلف وقواعد أهل العلم سواء كان الحاكم من الأخوان أو من غيرهم.
فإذا تحققت هذه الشروط ف(السني) يجيز الخروج، وما لم تتحقق فيمنعه ليس لأجل (عيون) الحاكم! بل لأجل (دماء) المسلمين.
وأما (الحركي) فالخروج عنده مادام أنه (لأجل الحزب) فيسوغه من غير ضوابط و قيود ويحرض عليه ويؤلب المسلمين الضعفاء -مع عدم تحقق شروط جواز الخروج- على أن يخرجوا على الحاكم المدجج بالسلاح من الطائرات والدبابات والصواريخ البرية والجوية والبحرية فتكون العاقبة على المسلمين المساكين.
والطامة الكبرى أن يحرض (الحركي) المسلمين على أن يخرجوا للشوارع ويواجهون الدبابات بما سماه (السلمية) حاملين اللافتات!
بزعم (سلميتكم أقوى من الرصاص)!
وما سوريا وليبيا واليمن عنا ببعيد!
أضف إلى ذلك أن (الحركي) يجوز الخروج على الحاكم المسلم الذي ليس من حزبه مع إجماع أهل العلم على المنع من الخروج على الحاكم المسلم وإن كان فاسقا جائرا بحجج كثيرة فتارة بحجة أنه جائر! وتارة حين تزول التقية الرافضية عنده يصرح بأن هذا الحاكم المسلم ( طاغوت كافر) وما هو بطاغوت قي الحقيقة كل ذلك لأجل (صنم الحزب)!
وقد أثبتت الفتن الأخيرة لاسيما ما يسمى (الربيع العربي) حذق علمائنا علماء أهل السنة والجماعة وطلاب العلم السائرين على طريقتهم في هذا الباب و الذين لأجل التزامهم بالكتاب والسنة في باب الإمامة وفي مسألة الخروج ودعوتهم لعقيدة السلف يصفهم (الحركيون) ب (البوطيين)! و (المداهنين)! و (علماء السلاطين)! و (الجامية)!
ف( السني ) يعلق جواز الخروج على الحاكم ب (الكفر البواح) بعد تحقق الشروط.
وأما (الحركي) فيعلق جواز ذلك بكون الحاكم ليس (إخوانيا) من غير شروط ولا قيود غير مصلحة (الحزب)! وشروط المرحلة!
فاعتبروا يا أولي الأبصار!
أما بعد:
فهذه صيحة نذير للعقلاء في بلادنا السعودية، دونكم سفينتنا فقد أدركها الغرق، ولا عاصم من أمر الله إلا من رحم.
ألا وإن أمواج الحزبيات و رياح الصراعات تكاد تعصف بنا!
ومما يؤسف له أن ترى ممن هم في عداد رموز الدعوة والمسؤلية الاجتماعية يعززون انقسام المجتمع على نفسه ويغذون الصراع (الحزبي) نائين بأنفسهم عن مصدر عزنا ومنبع قوتنا الكتاب والسنة معرضين بأنفسهم ومريديهم عن الدعوة الأصيلة التي قامت في هذه البلاد دعوة الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله القائمة على منهج السلف في الدعوة والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي باب الإمامة والولاء والبراء وفي كل باب من أبواب الدين متعليقين بزبالات افمار الجماعات الوافدة.
إن هؤلاء (الحركيين) ومن يدور في فلكهم يقدمون بتحزبهم وإشعالهم الصراع في بلدنا بلد التوحيد و السنة أكبر خدمة مجانية لاعدائنا من اليهود والنصارى والرافضة وغيرهم.
فيا عقلاء قومي :
كافحوا الانقسام في مجتمعنا.
ومكافحة هذا الانقسام ليس بالسكوت عن المخالفات الشرعية والتجميع باسم الوطن! أو التعددية! او التنوع الفكري! ...الخ
بل برد الجميع إلى الأصل الذي يجمع الناس وهو الوحي الكتاب والسنة كما قال تعالى : {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}[آل عمران : 103].
فكيف لعاقل يرى هذا الاحتراب وهذا التردي الفكري وهذا الانقسام المجتمعي أن تقر عينه!
والله من وراء القصد
وهو المأمول أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين ويكفينا شر كل ذي شر وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
كتبه
مدونة تمهل
@tmhhl1433
11_10_1437