الجمعة، 8 أغسطس 2014

الفرح بسقوط حكم الاخوان المسلمين في مصر في الميزان الشرعي

ملاحظة : كتب هذا المقال بعد سقوط حكم الاخوان مباشرة وأُخر نشره بعد استشارة بعض أهل العلم

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد شاء الله وقدر – وهو الحكيم العليم- أن يتم عزل الرئيس المصري الإخواني : محمد مرسي وقد أدى هذا الأمر إلى اختلاف كثير بين كثير من طلاب العلم ما بين متعاطف مع الإخوان المسلمين حتى جعل هذا العزل والإسقاط حرب على الإسلام.
وما بين فرح مستبشر بإطلاق ومنهم من يقوم لا نفرح ولا نحزن ومنهم من يقول نفرح من وجه ونحزن من وجه.
وفصل الخطاب في هذه المسألة تقرير ما عليه هذه الجماعة من البدعة والمفارقة للسنة في أصول الدين، وأنها جماعة بدعة وضلالة وذات تنظيم توسعي يطمح لقلب الأنظمة الحاكمة وإقامة الثورات والانقلابات التي تصب في مصلحتها وتحقق غابتها في الوصول للحكم بزعم _ إقامة الخلافة الإسلامة_ !
فجماعة الإخوان :
1- تتهاون في أساس الدين ومعقد الملة توحيد العبادة، فلا عناية لها به ولا تربي أتباعها على تحقيق التوحيد والدعوة إليه بل العكس في ذلك فإنها تزهد في دعوة التوحيد وتهون من دعاته ومن ذلك إقرارها المشاهد والأضرحة على ما هي عليه وعدم محاولة إزالتها والقيام بحرب عليها وعلى مرتاديها وهذا مما هو معلوم مشهور.
2- إهمال الولاء للعقيدة السلفية عقيدة السلف الصالح القائمة على لزوم السنة في كل اعتقاد أو عمل أو قول، فتى البدع العلمية والعملية فاشية في زعمائها وأتباعها، بل ترى تقريرات مرشديها وقادتها ورموز هذه الجماعة التهوين في العقيدة واعتبار أن الاهتمام في هذا من الاهتمام بالجزئيات عن الكليات.
3-   تمييع الخلاف مع الرافضة وغلاة المبتدعة.
4- التربية على الحزبية والولاء والبراء على مبادئ الحزب وإن خالفت السنة، بل وإن خالفت أصول الإسلام فيوالون الرافضي دولة أو جماعة أو فردا على السني السلفي دولة أو جماعة أو فردا ويعادون السني السلفي مادام ليس في حزبهم، بل يوالون اليهودي والنصراني مادام في حزبهم أو مواليا لهم ويعادون السني السلفي في مقابل ذلك، وهذا هو التفرق في الدين الذي ورد النهي عنه والتحذير منه في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
5- التحاكم لغير ما أنزل الله كصندوق الانتخابات وتحكيم الشعب في ذلك والرضا به وإعلان عدم الرغبة في غير ذلك وتزوير الحقيقة الشرعية بان الديمقراطية من صميم الإسلام.
وقد ألفت كثير من الكتب ممن هو عالم بواقع هذه الجماعة بينت بما لا يدع للشك ضلال هذا الجماعة وانحرافها الشديد عن السنة والجماعة، فمن ذلك :

* كتاب : الطريق إلى جماعة المسلمين  تأليف عثمان عبدالسلام نوح.

* كتاب : دعوة الأخوان المسلمين في ميزان الإسلام تأليف فريد الثبيت
للتحميل :

* كتاب : المورد العذب الزلال فيما انتقد على بعض المناهج الدعوية تأليف الشيخ أحمد النجمي.
للتحميل :


* كتاب : حوار هادئ مع إخواني تأليف أحمد الشحي
للتحميل :

* كتاب : وقفات مع كتاب  للدعاة فقط  تأليف محمد بن سيف العجمي 
للتحميل :
* كتاب زجر المتهاون في قاعدة المعذرة والتعاون تأليف الشيخ حمد العثمان
للتحميل :
* الإخوان المسلمون بين الابتداع الديني والإفلاس السياسي، تأليف علي السيد الوصيفي
* تنبيه الوسنان وإيقاظ النومان على بعض أخطاء قادة فرقة الإخوان للحذر والبيان كتبه
محمد بن عبد الحميد حسونة

* كتاب “سر المعبد” لثروت الخرباوي وهو قيادي سابق في جماعة الإخوان المسلمين
ومن اطلع على الكتب التي ألفها قادة الأخوان المسلمين أو من هو معدود منهم وكان على بصيرة بالسنة كفاه ذلك بيانا، وهي منشورة في الإنترنت ومنها ما هو مطبوع.
فمن هذه الكتب :
 - حسن البنا، مبادئ وأصول في مؤتمرات خاصة، المؤسسة الإسلامية، دار الشهاب بالقاهرة ـ ط 1 ـ 1400هـ/1980م مطبعة الإخوان المسلمين ـ 1354هـ
ـ قانون جمعية الإخوان المسلمين العام المعدل .
ـ الإخوان المسلمون: أحداث صنعت التاريخ لمحمود عبد الحليم، دار الدعوة الإسكندرية، مطابع جريدة السفير ـ 1979م.
ـ حسن البنا، الداعية الإمام المجدد، أنور الجندي، دار القلم بيروت.
ـ الشهيد سيد قطب، يوسف العظم، دار القلم بيروت.
ـ الإخوان المسلمون والجماعات الإسلامية، د. زكريا سليمان بيومي، مكتبة وهبة القاهرة.
ـ مذكرات الدعوة والداعية، حسن البنا ، المكتب الإسلامي بيروت.
ـ مجموعة رسائل الإمام حسن البنا.
ـ الإخوان المسلمون، د. ريتشارد ميتشل ـ ترجمة عبد السلام رضوان مكتبة مدبولي القاهرة 1977م .
ـ الإخوان المسلمون كبرى الحركات الإسلامية الحديثة، إسحق موسى الحسيني .
ـ الإخوان المسلمون والمجتمع المصري، محمد شوقي زكي.
ـ الحركات الإسلامية في مصر وإيران، د. رفعت سيد أحمد سينا للنشر
ـ تقرير استراتيجي عن جماعة الإخوان المسلمين والجماعات الأخرى أعده مركز الدراسات الاستراتيجية والسياسية بجريدة الأهرام المصري.
ـ شهيد المحراب لعمر التلمساني.
ـ جند الله ثقافة وأخلاقاً لسعيد حوى.
- التنظيم السري لجماعة الإخوان المسلمين لعلي عشماوي.
 ابن القرية والكتاب للكتور يوسف القرضاوي.-
وغير ذلك من الكتب.
وعليه :
فقد فقه واقع هذه الجماعة علماء السنة، فبينوا الحكم الشرعي في هذه الجماعة وأبانوا ضلالها وانحرافها الشديد عن السنة، فمن أولئك :
1-             الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله :
2-              الشيخ صالح الأطرم رحمه الله في مجموع صوتياته وأشرطته فقد حذر من مناهجهم وطرقهم المبتدعة.
3-             الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله :
4-              الشيخ مقبل الوادعي رحمهم الله :
5-              وحذر الشيخ محمد العثيمين رحمه الله من تحزباتهم وبدعهم وبدع عموم الجماعات و الأحزاب :
6-             الشيخ عبدالله الغديان رحمه الله :
7-              الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله :
انظر ( آخر المقطع " د  3:18 ") : http://www.youtube.com/watch?v=PH2T9Ws_lFI
8-             الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :
9-              الشيخ صالح اللحيدان حفظه الله :
10-       الشيخ عبدالعزيز الراجحي حفظه الله :
11-        الشيخ عبدالمحسن العباد حفظه الله :
انظر :
12-       الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله :
وعليه :
إذا تقرر أن هذه الجماعة جماعة بدعة وضلالة وانحراف عن السنة ولها جهد كبير في نشر بدعتها والدعوة إلى ذلك والتوسع في نشر ضلالها، فإنه الفرح في زوال حكمها لا محذور فيه لما سيتبين، و صاحب السنة يتمنى زوالها بالكلية فكيف يفرح ببقائها حاكمة تنشر بدعتها ويتقوي بها أهل البدعة والضلالة على أهل السنة والجماعة؟!
والفرح بزوال المبتدعة والزنادقة وظهور السنة بالحجة والبرهان أو بالقوة والسلطان وعلو أهلها مشروع لما في ذلك من إظهار شكر الله تعالى على زهق الباطل واضمحلالها وظهور زيفه.
كما قال تعالى : {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}[يونس : 58]. فدل هذا على أن ما كان معارضا للكتاب والسنة ودين الله تعالى الذي أرسل به رسوله فالفرح في زواله ومحقه واضمحلاله مشروع لما في ذلك من تأييد الوحي بالبراهين المشاهدة العينية وظهور صدق البراهين الشرعية.
وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ما رواه البخاري (6512) ومسلم (950) عن أبي قتادة بن ربعي الأنصاري، أنه كان يحدث  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر عليه بجنازة فقال : ((مستريح ومستراح منه))، قالوا: يا رسول الله، ما المستريح والمستراح منه؟ قال: ((العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب)).
ففي هذا الحديث بيان أن المؤمن يستريح من نصب الدنيا بموته؛ لينعم بموعود الله له.  وأما الفاجر فيستريح منه العباد فيتخلصون من أذاه وظلمه وارتكابه للمنكرات وتعدي شره على غيره.
فإذا كان الفرح بموت الفاجر لاستراحة المؤمنين من فجوره وهو فرد أمر مشروع لفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأولى منه فرحهم بسقوط حكم وسلطان أهل البدع الداعين لبدعهم الموالين لها والمعادين عليها المشاقين لمن خالفهم فيها كحكم الإخوان المسلمين في مصر أو حكم غيرهم من دعاة الشر على الدين والدنيا.
هذا وقد روي عن السلف الفرح بموت أهل البدع وأهل الشر المتعدي شرهم وضررهم.
روى ابنُ سعدٍ في " طبقاته " (6/280) قال : "أخبرنا عبدُ الحميدِ بنُ عبدِ الرحمنِ الحِماني، عن أبي حَنِيْفَةَ : عَنْ حَمَّادٍ ، قَالَ : بَشَّرْتُ إِبْرَاهِيْمَ بِمَوْتِ الحَجَّاجِ، فَسَجَدَ، وَرَأَيْتُهُ يَبْكِي مِنَ الفَرَحِ"ا.هـ
وفي "فيض القدير" (6/534) في كلامه على حديث : ((لا تظهر الشماتة بأخيك)) قال : " خذ قوم من هذا الخبر أن في الشماتة بالعدو غاية الضرر، فالحذر الحذر! نعم أفتى ابن عبدالسلام بأنه لا ملام في الفرح بموت العدو من حيث انقطاع شره عنه وكفاية ضرره"ا.هـ

وذكر ابنُ كثيرٍ  رحمه الله في " البداية والنهاية " (12/20)، عن ابن النقيب عبيدُ اللهِ بنُ عبدِ الله بنِ الحسين، أبو القاسم الخفاف قال رحمه الله: "كان من أئمةِ السنةِ، وحين بلغهُ موتُ ابنِ المعلمِ فقيهِ الشيعةِ سجد للهِ شكراً. وجلس للتهنئةِ وقال: ما أبالي أي وقتِ متُ بعد أن شاهدتُ موتَ ابنِ المعلمِ"ا.هـ
وقال الذهبي رحمه الله " العِبر في خبرِ من غبر " (2/42) في أحداث سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مئة: "ولم يحجّ الرَّكب لموت القرمطي الطاغية أبي طاهر سليمان بن أبي سعيد الجنَّابي في رمضان بهجر من جدريّ أهلكه فلا رحم الله فيه مغرز إبرة"ا.هـ
وقال أيضاً في ترجمة " عبيد الله المهدي الباطني " (2/16) : "أبو محمد عبيد الله المهدي، أول خلفاء الباطنية بني عبيد أصحاب مصر والمغرب، وهو دعي كذاب ادعى أنه من ولد الحسن بن علي. والمحققون متفقون على أنه ليس بحسيني، وما أحسن ما قال المعز صاحب القاهرة، وقد سأله ابن طبابة العلوي عن نسبهم، فجذب سيفه من الغمد وقال: هذا نسبي! ونثر على الحاضرين والأمراء الذهب وقال: وهذا حسبي، توفي عبيد الله في ربيع الأول بالمغرب. وقد ذكرنا من أخباره في حوادث هذه السنة، فلا رحم الله فيه مغرز إبرة. قال أبو حسن القابسي صاحب " المخلص" رحمه الله : إن الذين قتلهم عبيد الله وبنوه أربعة آلاف رجل في دار النّحْر في العذاب ، ما بين عابدٍ وعالمٍ ليردهم عن الترضي عن الصحابة فاختاروا الموت"ا.هـ
وقد أنشد بعضهم أبياتاً في الفرح تقهقر مذاهب المبتدعة[1] :

ذهبت دولة أصحاب البدع ... ووهى حبلهم ثم انقطع
وتداعى بانصداع شملهم ... حزب إبليس الذي كان جمع
هل لكم بالله في بدعتكم ... من فقيه أو إمام يتبع
مثل سفيان أخي الثوري الذي ... علم الناس خفيات الورع
أو سليمان أخي التيم الذي ... هجر النوم لهول المطلع
أو إمام الحرمين مالكا ... ذلك البحر الذي لا ينتزع
أو فقيه الشام أوزاعيها ... ذاك لو قارعه القرا قرع
أو فتى الإسلام أعني أحمدا ... ذاك حصن الدين إن حصن منع
لم يخف سوطهم إذ خُوفوا ... لا ولا سيفهم حين لمع

وهذا الفرح نسبي فهو فرح دون فرح، ففرح المؤمن في زوال البدعة وأهلها وحكمها إلى السنة وحكم السنة وولايتهم على الناس هو الفرح الأكمل والأكبر، وأقل منه الفرح بزوال حكم أهل البدع إلى حكم أهل الفسق والفجور، أو حكم المبتتدع ذي البدعة المغلظة إلى من هو أخف منه ابتداعاً وهكذا حكم أهل الشر القاصر على أهل الشر المتعدي والمتقرر أن الداعي إلى البدع أخطر من المبتدع غير الداعي إليها، والمبتدع الداعي إلى بدعته أخطر من الفاسق الداعي إلى فسوقه، والبدعة أشد من الفسوق و إن كانا في حكم الشريعة سواء من حيث عدم الاستقامة على السنة ولزومها في القول والعمل.
فالخير درجات، والشر دركات، وقد يكون المبتدع الداعي إلى بدعته اللابس لبوس الغيرة على الدين والنصرة له شر على الإسلام من الكافر الظاهر الكفر، من جهة اختلاط الحق بالباطل واشتباهها بالحق واغترار من لا علم عنده ولا تمييز بها وفتنة بعض الناس بها، بخلاف الكافر الظاهر فإنه قلما يغتر به مسلم لاستقرار العلم ببطلانه عند كل أحد.
وهنا يعلم خطر البدعة، وأعظم ما يكون ذلك إذا أيدت بالسلطان فكيف إذا كانت الإمارة للمبتدعة! فهذا هو الخطر العظيم.
وتأمل قول اللالكائي رحمه الله "اعتقاد أهل السنة" (1/15) : " من حين حدثت هذه الآراء المختلفة في الإسلام وظهرت هذه البدع من قديم الأيام وفشت في خاصة الناس والعوام واشربت قلوبهم حبها حتى خاصموا فيها بزعمهم تدينا أو تحرجا من الآثام لم تر دعوتهم انتشرت في عشرة من منابر الإسلام متوالية ولا أمكن أن تكون كلمتهم بين المسلمين عالية أو مقالتهم في الإسلام ظاهرة بل كانت داحضة وضيعة مهجورة وكلمة أهل السنة ظاهرة ومذاهبهم كالشمس نايرة ونصب الحق زاهرة وأعلامها بالنصر مشهورة وأعداؤها بالقمع مقهورة ينطق بمفاخرها على أعواد المنابر وتدون مناقبها في الكتب والدفاتر وتستفتح بها الخطب وتختم ويفصل بها بين الحق والباطل ويحكم وتعقد عليها المجالس وتبرم وتظهر على الكراسي وتدرس وتعلم، ومقالة أهل البدع لم تظهر إلا بسلطان قاهر أو بشيطان معاند فاجر يضل الناس خفيا ببدعته أو يقهر ذاك بسيفه وسوطه أو يستميل قلبه بماله ليضله عن سبيل الله حمية لبدعته وذبا عن ضلالته ليرد المسلمين على أعقابهم ويفنهم عن أديانهم بعد أن استجابوا لله وللرسول طوعا وكرها ودخلوا في دينهما رغبة أو قهرا حتى كملت الدعوة واستقرت الشريعة"ا.هـ
وقد ورد عن بعض السلف التحذير من استعمال المبتدعة في شيء من أمور المسلمين إلا فيما دعت الضرورة له وأمن جانب المبتدع؛ لما في ذلك من التغرير بالعامة فقد يتبعون ذلك المبتدع في بدعته لما عنده من نصرة المسلمين أو حسن التدبير لهم.
روى أبو عاصم في "السنة" ( ص : 88) عن علي بن بكار قال : "كان ابن عون يبعث إلي بالمال فأفرقه في سبيل الله، فيقول : لا تعد قدريا فيه شيئاً، وأحسبه قال فيه : ولا يغزون معكم فإنهم لا ينصرون"ا.هـ
وفي "مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي" ( ص : 208) أن رسول الخليفة دخل على الإمام أحمد يسأله عن الاستعانة بأهل الأهواء فقال الإمام أحمد : "لا يستعان بهم، يستعان باليهود والنصارى ولا يستعان بهم، قال: اليهود والنصارى لا يدعون إلى أديانهم وأهل الأهواء داعية"ا.هـ
وفي "مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي" ( ص : 238) قال الإمام أحمد رحمه الله : "إن أهل البدع والأهواء لا ينبغي أن يستعان بهم في شيء من أمور المسلمين فإن ذلك عظم الضرر على الدين"ا.هـ
وهذه الأثار وغيرها دالة على النهي عن استعمال أهل البدع في شيء من أمور المسلمين لغير حاجة، ويتأكد النهي عن ذلك إذا كان داعية لبدعته.
ووجه النهي الضرر الحاصل على الدين وهذا ظاهر بين كما تقدم.
فإذا تقرر هذا وعلم أن الاستعانة بهم في أمر المسلمين منهي عنها، فكيف بتوليتهم أمر المسلمين، فإن هذا من أكبر الخطر على الإسلام وأهله، وكم قاسى أهل السنة وامتحن علماء الإسلام وأئمة الدين بسبب ذلك ما هو معلوم مشهور.
وعليه فالفرح فسقوط حكم المبتدعة الداعين للبدعة الممتحنين لأهل الإسلام المفرقين بين المؤمنين لا محذور فيه ولا عيب على من فرح لذلك ولا يلزم من ذلك الثناء على بديلهم ممن فيه شر وضلال فضلا عن الفرح بذلك والاستبشار به.[2]
ومن هنا كان فرح البعض بسقوط حكم الإخوان المسلمين في مصر فإن حكمهم شر لا شك فيه، وسلطانهم سلطان بدعة لا سلطان سنة.
وقد رأينا بداية شر حكمهم فكيف إذا تمكنوا !
فلقد ظهر استقواء أوليائهم  وأتباعهم في بلادنا على ولاة أمرنا وعلى أهل السنة الداعين إليها، ورأينا تبشيرهم بما أسموه ( الربيع العربي) وأنه مقدمة لزوال الحكم لدينا وقيام ما أسموه (الخلافة الإسلامية).
وليت شعري! أولئك الذين استبشروا بحكم الأخوان المسلمين، أي حكم هو ذلك الحكم؟! وما هي الشريعة التي سيقومونها وقد تواتر لدى كل متابع تمدد الرافضة في بلاد مصر مذ قيام حكم الإخوان!
وليت شعري! أي حكم ذلك الذي استبشروا به وحاكمهم يعلن غير مستح ولا مواري أنه لن يحكم بالقرآن والسنة وأنه سيحكم بغير ما أنزل الله، وأن الحدود والتي قررها أهل العلم لرد الجناة هي اجتهادات فقهية غير ملزمة!
وليت شعري! أي حكم ذلك الذي استبشروا به، وحكومتهم لا تمانع من استمرار السياحة لبلادها بما هي عليه من الفجور والفسوق والعربدة!
وعليه:
 يعلم والحال هذه أن الأخوان المسلمين في حزبهم ذلك ومبادئهم لا يمثلون الإسلام ولا يمتون له بصلة، بل هم أشبه الناس بالعلمانيين في أصولهم ومنطلقاتهم وسياستهم.
فإن العاقل المطلع على حال العلمانيين الذي اشتركوا في مع الإخوانيين في كل شيء من المنطلقات المبادئ والسياسات وزاد عليهم الإخوانيون أنهم يصبغون ضلالهم ذلك باسم الإسلام والشريعة! يعلم والحال هذه أنهم شر من العلمانيين واللبراليين وغيرهم من صنوف الفسقة والكفرة إلا من هو مثلهم أو شر منهم.
والبلاء العظيم والفتنة الكبيرة أن يمتحن المسلمون بالإخوان وحكمهم فمن لم يوافقهم في قولهم أن الإخوان يمثلون الإسلام فهو مع العلمانيين! وقد سمعت من يصفه بالردة لتفضيله حكم الطاغوت على حكم الإسلام!
وهذا من أضرار الفتن، فإن الحقائق فيها تختلط بما هو زائف من المبادئ فلا فتروج عند العامة!
والعامة هامة! أتباع كل ناعق، فباسم (الإسلام)، و (الشريعة)، و (السلفية) تروج الآن البدع والضلالات ويوالى أهلها ويعادى أهل الإسلام والشريعة والسلفية بحق لمخالفتهم تلك المبادئ الضالة التي روجها أهل الفتن.
هذا وقد تم المقصود والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.




مدونة تمهل
@tmhhl1433




[1] انظر تحريم النظر في كتب الكلام ( ص : 40).
[2] أثر عن بعض أهل العلم أنه يقول لم نحزن لسقوط لمرسي  ولم نفرح لفوز السيسي.

هناك 3 تعليقات:

  1. أسأل الله جلت قدرته وعظم ملكوته، ألا يوفقك لتوبة قبل الموت، حتى تلقاه سبحانه حاملاً خزي وعار، كل حرفٍ قذرٍ كتبته في هذا المقال الأسود الذي سطرته بقلم الحقد ومداد الكراهية وأملاه عليك الحسد والخوف فرقًا من أن تعلو كلمة الله في الأرض على كلمة أربابك الصهاينة، عليكم جميعًا لعنات الله اليانعة إلى يوم الدين.

    ردحذف
  2. اللهم العن الجامية .. فهم المنافقون المثبطون المخذلون .. هم حمير اليهود .. وسلاح الصهاينة في حرب الإسلام .. اللهم إن الجامية والمدخلية والرضوانية والرسلانية هم كلاب العصر .. وهم أشد على الدين من اليهود والنصارى والملحدين .. فخذهم أخذ عزيزٍ مقتدر والعنهم لعنًا كبيرا.

    ردحذف
  3. رجاء الرد علي المخالف في حدود الادب الاسلامي واخلاق اهل العلم

    ردحذف